حياة منمقة

التنمية الذاتية – التدبير المالي – قصص نجاح

مدرسة التصوير الرقمي | قصة نجاح مدونة

4 تعليقات

قصص النجاح التي سأعرضها هنا في المدونة لن تتركز في قطاع معين، وستبتعد في الأغلب عن القطاع الأشهر لقصص النجاح وهو قطاع الأعمال التجارية..هناك مدونات عربية كثيرة اهتمت وتهتم بعرض قصص النجاح التجارية، لكن هناك نجاحات اخري كثيرة ملهمة في مجالات لم يقترب منها احد. انا اجرب ان اخوض في قصص هؤلاء الناجحين عبر مقالات المدونة، ربما استطاع كل منا استلهام شئ ما من قصة احدهم، او حفّز نفسه بطريقة ما علي ابتكار قصة نجاحه الخاصة.

Darren Rowse

هذة المرة رأيت ان اعرض قصة نجاح مدونة أخري! في قصة النجاح السابقة عرضت قصة مدونة هي 1000 Awesome Things..لا داعي للخوف، لن تمتلئ المدونة بقصص نجاح المدونات، انا فقط محب للتدوين واحببت ان ابدأ عرض قصص النجاح بقصص مدونات 😀

بطل قصة النجاح هذه المرة هو المدون الأسترالي الشهير – لعله أشهر مدون في العالم – دارين روس. لعله مألوف لدي الكثير منكم من المنخرطين في عالم التدوين الأحترافي..يعتبر دارين روس أحد المدونين الذين اعلنوا التفرغ التام للتدوين..اي ان وظيفته هي مدون بدوام كامل، يكسب منه مالاً يعيل به عائلته.

كان دارين يعمل علي عدة مدونات في بداية عمله كمدون متفرغ، وكان لديه ايضاً موقعاً لتقييم كاميرات التصوير الرقمية، وكتابة مقالات عن خصائصها، وإمكانياتها. كان دارين محباً للتصوير الرقمي، وكان من المعتاد ان يراه أصدقائه وأقاربه في المناسبات الأجتماعية ممسكاً بكاميرته او يعلقها علي رقبته، فهو الشخص المكلف دائماً بألتقاط الصور في هذه المناسبات. ولأن دارين يحب ان يشارك الخبرات التي يكتسبها في تعلم اي مجال مع الاخرين، ولأن موقعه كان يهتم بالكاميرات نفسها فقط؛ فقد قرر دارين ان يطلق مدونة جديدة موجهة للمبتدئين في التصوير الرقمي، ليضع فيها خبرته التي اكتسبها من التصوير ومن إدارة موقعاً عن الكاميرات لمدة عامين.

المدونة الجديدة كان اسمها مدرسة التصوير الرقمي Digital Photography School وفي بداية عمل المدونة كان دارين يجرب عدد من الأستراتيجيات ليري مدي فاعليتها علي زيادة حجم الإقبال علي المدونة :

  • بدأ المدونة بتصميم مجاني عبارة عن محتوي نصي في المنتصف بدون قائمة جانبية، وبدون إتاحة خاصية التعليقات. لأنه كان يختبر نظرية تقول ان عدم إتاحة التعليقات يعطي للمدونة روابط خارجية أكثر لأن الناس تشير إليها ويضعون روابطها عندما يريدون الحديث او التعليق علي شئ ما فيها.
  • المحتوي كان أصلياً تماما، وكان يكتبه دارين بنفسه (معظمه مواضيع تعليمية علي طريق كيف تفعل كذا) بمعدل ثلاثة مواضيع كل أسبوع سرعان ما زادت بمعدل سبعة مواضيع مع ترقية تصميم المدونة.
  • بناء جمهور audience للمدونة لم تكن عملية سهلة، واستغرقت ما يقرب من العامين..الان المدونة تحظي بمليون مشاهدة شهرياً، ولديها أكثر من مائة الف مشترك بالخلاصات.
  • بناء مجتمع داخلي افتراضي لمشاركة الخبرات، وذلك بدأه دارين بجروب علي فليكر، ثم طوره بإضافه منتدي تفاعلي إلي المدونة يضم الان 25 الف عضو تقريباً.
  • بناء قائمة بريدية. وذلك هام جداً للمدونات التي تهتم بمخاطبة الناس او تقدم لهم خدمة او تبيع لهم سلعة..يجب ان تكون وسيلة التواصل سريعة وفعالة، ولا يوجد شئ اسرع وأكثر فاعلية من وضع رسالة في صندوق بريد العميل المحتمل..مدونة دارين لديها أكثر من 48 ألف مشترك بالبريد الالكتروني.
  • تثبيت مواعيد ومعدل النشر. بعد فترة استطاع دارين التعاقد مع خمسة مدونين محترفين لكتابة موضوع اسبوعياً لحساب مدونته..النتيجة خمسة مواضيع ممتازة في الاسبوع، ومعدل نشر ثابت يحافظ علي حيوية المدونة.
  • تجربة طرق كثيرة في التربح من المدونة مثل نشر وبيع الاعلانات، واسلوب التسويق بعمولة لمنتجات متعلقة بمحتوي المدونة.
  • الكتب الالكترونية. تحقق الكتب الالكترونية التي تنشرها المدونة في مجال التصوير مبيعات عالية حتي ان الكتاب الواحد يدر ما يقرب من المليون في اول شهر بعد نشره.

تلقي دارين عروضاً كثيرة لشراء مدونته، ووصلت بعض العروض إلي ما يقرب من المليون دولار، الا انها رفضها جميعاً..فلماذا يبيع مدونته بمليون دولار وهي تحقق له هذا المبلغ تقريباً في العام الواحد!

لا يهمني هنا المبالغ التي يحققها دارين من مدونته، او الوسائل التي يستخدمها لصنع هذا المال..ولكن الأهم هو كيفية تحقيق النجاح من خلال كلمات يكتبها من علي حاسوبه، وينشرها علي موقع لا يكاد يكلف شيئا..المعادلة التي ادارت عقول الكثير من الشباب العرب بحثاً عنها، والذين رأيتهم بنفسي كيف يضيعون الساعات في الضغط علي اعلانات الشركات الربحية، او ينسخون مقالات انجليزية لبناء مدونة كئيبة الشكل علي موقع بلوجر انسياقاً وراء نصائح وتوجيهات من يسمون أنفسهم بخبراء الريح من الانترنت، وعمالقة التجارة الالكترونية.

السبب الرئيسي لنجاح مدونة التصوير  الرقمي -ولنجاح اي مدونة اخري- هو أصالة المحتوي..المقالات التي تقدمها المدونة ليست موجودة بأي مكان اخر، لأن كاتبها هو الذي ينتجها ويقدمها من عصارة خبرته الشخصية..لذا فأن قارئها يستفيد ويتعلق بها، فيعود إليها. ومن هنا تُبني ثقة القارئ شيئاً فشيئاً فينضم للمجتمع الافتراضي ويصير متابعاً مخلصاً. لو يعي الكثيرون هذا الدرس لكفوا عن الانسياق الاعمي وراء نصائح نسخ المقالات وبناء المدونات الربحية التي لا تربح، ولفكروا في ما يمكن ان يقدموه كخدمة للناس..لكل شخص ما شيئاً يتقنه ويمكنه ان يعلمه للاخرين، لدي كل واحد قصة او خبرة يرويها..من هنا تبدأ المدونات العظيمة، ومن هنا تتكون مواقع الانترنت الكبري التي تُباع بعد ذلك بالملايين.

أتمني ان تكون فائدة هذه القصة قد وصلت..ولمحبي التصوير يمكنهم التسكع كثيراً في أرشيف مدرسة التصوير الرقمي، ففيها ما لذ وطاب من نصائح وإرشادات لألتقاط صور أفضل. أراكم علي خير مع قصة جديدة ان شاء الله ؛

Written by a.magdy

جوان 28, 2010 في 4:43 م

أرسلت فى قصص نجاح

4 تعليقات

Subscribe to comments with RSS.

  1. جميل جداً
    أظن ستفيدني مدونة دارين روس هذه
    فأنا اهوى التقاط الكاميرا والعبث
    لا بأس ببعض الاحترافية

    Islam

    جوان 28, 2010 at 4:54 م

    • لم أكن أعلم انك من هواة التصوير

      a.magdy

      جوان 30, 2010 at 12:49 م

  2. بارك الله فيك
    تدوينة محفزة جدا..

    كمونة

    جويلية 6, 2010 at 1:52 م


اترك رداً على كمونة إلغاء الرد